الحدث - حوارات - قضايا تحت المجهر

:الرئيسية: :جواريات: :إنشغالات و ردود: :الرياضة: :روبورتاج: :الشبكة: :زوايا: :حول العالم: :ايمانيات: :ثقافة: :ملفات: :علوم و صحة: :الأخيرة:

السفير الفلسطيني ينوه بدور الإعلام الجزائري وزارة الخارجية تفند أخبارا كاذبة وتلاعبا المنتخب الجزائري يقفز إلى الصف الـ30 الجوية الجزائرية تبدأ بيع تذاكر الرحلات الصيفية

::: الدرس اللبناني ! ::: يوم :2018-07-13

الدرس اللبناني !


لم يخرج جبـران باسيل وزير خارجية لبنـان يوم الخميس الماضي، إلى مطار بيروت لاستقبال نظيره الأمريكي ريكس تيليرسون، وعندما سئل عن ذلك قال أردت أن أطبق معه مبــــدأ المعاملــة بالمثــل ، فعندما ذهبت في زيارة إلى واشنطـن لم أجد تيليـرسون في المطار لاستقبالي !. 
 





باسيل جعل تيليرسون أيضا يقبع في قصر الرئاسة بعبدا بلبنان بكرسي شاغر في استقباله، وفتح المجال أمام الكاميرات العالمية لتنقل تلك الصورة المهينة لوزير خارجية واشنطن وهو يكتوي بجحيم الانتظار، كانت رسالة لبنان وباسيل هنا واضحة جدا خاصة إذا علمنا أن زيارة تيليرسون جاءت في إطار فك النزاع القائم بين الكيان الصهيوني الغاصب وبين لبنان حول الحدود أو ما يعرف بـالبلوك رقم 9، إلا أن موقف لبنان يفيد دون شك بما يلي إننا كلبنانيين لن نقبل بالتنازل ولو بشبر من أرضنا حتى ولو كلفنا ذلك الدخول في حرب أخرى من الكيان العبري .




 
من يمتلك اليوم الجرأة من المسؤولين العرب؟، حتى يقوموا برد الإهانة على وزير الخارجية الأمريكي بهذه الطريقة، من يستطيع ان يرد الصاعة صاعين؟ في الوقت الذي اكتسحت فيه ثقافة الخنوع المشهد العربي، وأصبح المواطن من المحيط إلى الخليج يمشي مطأطئ الرأس مخافة أن تلتقمه الطائرات الصهيونية والأمريكية على حين غرة كما يقول الإعلامي اللبناني طلال سلمان؟، من يملك تلك الشجاعة ليقول لشرطي العالم كفى فيا تفعلونه في حق إخوننا الفلسطيين والسوريين والعراقيين ؟ من يستطيع أن ينبس ببنت شفة في حضرة ترامب الذي وقع على قرار منح القدس على طبق من ذهب للصهاينة واكتفى بعض الأعراب بالتنديد فوق الطاولة بعدما وقعوا على صفقات بيع بلدانهم وأولى القبلتين وثالث الحرمين تحتها !.






 لبنان الذي لا يمتلك شيئا من ثروات النفط والذهب مثلما تتمتع به بعض الدول العربية خاصة في الشرق الأوسط، إلا أنه بالمقابل يمتلك ذلك الثبات الدائم على المواقف والمقاومة والقضية الفلسطينية التي لم يحد عنها يوما، وربما تضرر منها كثيرا خاصة فيما يخص الحرب الأهلية التي ضربت البلاد في 1975، ورغم ذلك بقي قائما شامخا ثابتا حول القضية الأولى والأخيرة للأمة الإسلامية، نصرة لشعب أعزل أكتوى بخيانة الأشقاء وباحتلال الكيان الصهيوني وصمت مخز للمجتمع الدولي.


 
لبنان الذي يرغب البعض في جعله يستمر في الهشاشة واللاستقرار، خدمة للأهداف الصهيونية في المنطقة، يقدم درسا لوزير الخارجية الأمريكي، ويجعله يشعر بالاهانة مثلما حاول تيليرسون، إشعاره إياها لوزير خارجيته جبران باسيل لما ذهب إلى واشنطن، يحدث هذا رغم أن البلد لايكاد ينعتق من الأزمات والاضطرابات السياسية والأمنية حتى يسقط في أخرى، إلا أنه لايزال يحمل بعض الأنفة في منطقة أركعتها الخيانة، وأصبحت تمشي على قدمين في مختلف الشوارع !. 






بقى هذا البلد العربي الوحيد من دول الطوق محافظا، على حدوده كاملة ولم يتنازل بشبر واحد منها لصالح الكيان الصهيوني، دون اللجوء إلى التطبيع مثلما فعلت كل من مصر والأردن 1978، 1994، بالرغم أنه لا يمتلك جيشا قويا لكنه يمتلك عقيدة مقاوماتية خارج دائرة الانبطاح، استطاعت أن تلقن الصهاينة سنة 1982 درسا لن ينساه، ليس هذا فقط بل وقفت صامدة في حرب تموز في 2006، وألحقت رضوضا كبيرة بصورة الكيان الصهيوني الذي حمل شعارا دام سنوات بعد انهزام العرب في أربعة حروب كاملة ضده، على أنه الجيش الذي لا يقهر ، لكن تلك المقاومة البسيطة التي يفخر بها اللبنانيون الشرفاء قهرته وشوهت صورته وكشفت عن أن العرب في حروبهم مع الكيان الصهيوني لم ينهزموا لأنهم غير أقوياء بل لأنهم شربوا من كؤوس الجبن والغدر والخيانة ما أهلهم ليقبعوا في تلك المكانة المخزية لعقود من الزمن . ! 






  إذن فالقارئ لتحركات الكيان الصهيوني فيما يخص لبنان وتجدد الأزمة حول حدودها البرية والبحرية، والبلوك رقم 9 في هذا الوقت، يستشف أن هدفه هو كسب الوقت والضغط على الجانب اللبناني خاصة وأن هناك أطراف تزعجها فكرة المقاومة، حتى لا يسمح بحزب الله في المشاركة في أي حرب قادمة مع الكيان الصهيوني، خاصة مع الحديث عن إستراتيجية جديدة لمحور المقاومة وهي التحرك ككتلة في حالة اندلاع حرب مع الكيان الإسرائيلي، الأمر الذي تخوف له هذا الأخير وهرول للاتصال بروسيا لمنع أي تدخل لحزب الله في أي مواجهة بينه وبين الجيش السوري، بعد إسقاطاته أف 16، لكن ولعدم ضمان تلك الطلبية ، اتجهت تل أبيب تعديل عقارب ساعتها على إستراتيجيتها القديمة الجديدة الأرض مقابل السلام لكن درس باسيل بالقدر الذي كان مهينا لواشنطن، وجه رسالة واضحة إلى الكيان العبري على أن لبنان لن يتنازل عن شبر من أرضه ! .

 

أحمد لعلاوي

التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها

كن أول المعلقين

:

 الاسم

:

ايميل

:

التعليق 400 حرف


الرئيسية
اعلن معنا
اتصل بنا
الوطني
المجتمع
الرياضة
الشبكة
جواريات
انشغالات و ردود
ايمانيات
حول العالم
زوايا
روبورتاج
الثقافة
الاخيرة
طيور مهاجرة
قضايا تحت المجهر
مشوار نادي
مشوار بطل
شؤون دولية
عين على القدس
ملفات
الصحراء الغربية
حوارات
علوم
عالم الفيديو
مواقع مفيدة
جميع الحقوق محفوظة - السياسي 2021/2010