|
|
روبورتاج
::: موضة البنايات الشاهقة تغزو المدن ::: يوم :2018-05-02
|
|
تشيد دون مراعاة معايير مخطط البناء |
|
موضة البنايات الشاهقة تغزو المدن |
|
|
|
|
|
- بنايات غير مكتملة تشوه وجه المدن والأحياء
- بوداود: أغلب بنايات الجزائريين مشيدة بطريقة فوضوية
تحولت البنايات الشاهقة وسط التجمعات السكانية والأحياء
العتيقة إلى موضة ، حيث يسارع أصحاب المال إلى شراء سكنات قديمة
بنيت أغلبها في الحقبة الاستعمارية ليتم تهديمها وتعويضها بأبراج سكنية
وفنادق عادة ما تحجب الشمس والضوء والهواء عن الجيران، ما أسهم في
ارتفاع الخلافات العقارية في المحاكم بعدما يتلقى هؤلاء الجواب
المعتاد أملك رخصة بناء وأتصرف في أملاكي كما أشاء ، فلا يجد
الجيران من حل سوى اللجوء للقسم العقاري بالمحاكم، وهناك تتكدس ملفات
هذا النوع من القضايا لكثرتها، ولتعقد إجراءاتها، حيث قد تستغرق سنوات
في المحاكم.
الطابع العمراني يغيب وسط التجمعات السكنية
ما يلفت الانتباه لدى التجوال بالعاصمة وضواحيها أو المدن
الكبرى للجزائر، هو الطبيعة العمرانية للسكنات والتي ليس لها صلة
بالعمران أو الطابع الهندسي للبنايات، حيث أن صور تشابك البنايات
الفوضوية هي السائد عبر الأحياء السكنية والمدن، إذ لا يكاد يخلو
حي أو مدينة من تلك السكنات ذات المظهر الخاص والتي ليس لها تصميم معين
أو طابع هندسي معين يمنحها الجمال والرونق، فيكاد أغلبها يتفق
ويلتقي عند نقطة واحدة وهي العلو والارتفاع، إلى طوابق شامخة تفتقد
إلى الحس المعماري والهندسي الجميل، حيث يركز أغلب أصحاب السكنات
على عامل الارتفاع وعدد الطوابق دون مراعاة المظهر الخارجي للبناية
وجمالها الذي يزيدها رونقا وبهاء ويمنحها وجها مغايرا، إذ أن الأغلبية
من ملاّك المنازل والسكنات يركزون على بناء صرح شامخ ومرتفع وكأنه بناية
لنشاط تجاري معين دون وضع لمسة فنية تجمله وتجعله لائقا من ناحية المظهر
الخارجي، على غرار هندسة الشرفات والأبواب والنوافذ التي تكاد كلها
تشبه بعضها من ناحية التصميم الجامد الذي لا يحتوي على اللمسة الفنية
والهندسية للسكنات العائلية، إذ لا يكاد يخلو منزل أو بناية من تلك
الصور التي هي عبارة عن بناية فحسب، دون إضافة لمسة الجمال والمظهر
الخارجي الذي يميزها. ولا يقتصر الأمر على منزل أو اثنين أو
ثلاثة، إذ تكاد الأحياء السكنية كلها تغرق في ذات الطابع سوى أعداد
قلائل من المنازل التي تتسم بالجمال والمنظر الخارجي اللائق، إذ توجد
سلسلة أحياء تشبه بعضها باحتوائها على منازل وبنايات أشبه بالهياكل تكتسي
الآجر والإسمنت فقط، إذ ما يلاحظ بجل الأحياء والمدن هو مجموعة
بنايات متشابكة ومنتشرة هنا وهناك غير واضحة المعالم أو التصميم إذ
أن أغلبها عبارة عن أسوار مبنية بالآجر والإسمنت وأعمدة منتصبة تكسو حلة
إسمنتية أو قضبان حديد ظاهرة للعيان، وأخرى غير مدهونة وغير مكتملة
الواجهة، حيث يقوم كثيرون ببناء بنايات لغرض السكن ويمضون أوقاتهم في
إعداد الطوابق ورفعها دون توقف، ويركزون على أكبر عدد ممكن منها، ما
يجعل البنايات موحشة وتبدو أنها ورشة مهملة حتى وإن كانت آهلة بالسكان،
فإنها لا تبدو كذلك من مظهرها الخارجي المزري الذي يكتسي حلة
بناية في طور الإنجاز لا يعرف لها أجل متى تنتهي وتستكمل، إذ لا
يقومون باستكمالها وإعدادها كما ينبغي لتبدو فعلا بناية جميلة تليق
للسكن وذات فخامة وذات منظر لائق يسر الناظر، حيث لطالما كانت ألوان
الآجر والإسمنت ظاهرة بأغلب البنايات، دون تكليف أصحابها أنفسهم دهنها
ومنحها لمسة جمالية تضيف لها إضافات أخرى وتمنحها الحيوية التي تحتاجها
السكنات العائلية.
منازل وبنايات.. هياكل دون روح
وتبدو معظم البنايات بالمدن والأحياء السكنية مهجورة بسبب
الفوضى التي تطغى على مظهرها الخارجي، من صور الآجر والإسمنت اللذان
يغزوان أغلب المباني بكبرى المدن جاعلة منها هياكل دون روح تفتقد إلى
الجمال الذي يحتاجه العمران، إذ توحي مظاهر أغلب المباني أنها
غير آهلة بالسكان من شكلها وميزتها التي تفرض نفسها عليها، فكثيرا ما
تصادفنا منازل بها أسوار الآجر غير الملبسة، أو أسوار ملبسة وغير
مدهونة وغير مكتملة، إلى بنايات بلا نوافذ ولا شرفات توحي بأنه لا
يوجد بشر يسكنون هذه الأخيرة، وأعمدة منتصبة في الأفق دون جدوى ودون
تحديد ما إذا كانت ستزود بأسوار أو تبنى أو ما إلى ذلك، وهو الأمر الذي
يظهر أن جل المباني تبدو غير مسكونة أو مهجورة من طرف أصحابها،
فمظاهر الإهمال والتسيب هو عنوان لأغلب المباني عبر المدن والأحياء
السكنية، حيث قد لا يكلف أصحابها أنفسهم استكمالها أو التفكير بذلك حتى
وجعلها سكنا بكل ما تحمله الكلمة من معنى حقيقي، وذلك بوضع واجهة خارجية
لائقة ومنحها لونا وشكل معينين وطابعا هندسيا راقيا قد يضيف الكثير
للمدينة والأحياء على حد سواء.
بنايات غير مكتملة تشوه وجه المدن والأحياء
ومن جهتها، تتواجد المئات من المباني والمنازل غير
مكتملة تنتشر وتتوزع هنا وهناك، إذ ربما عجز أصحابها عن استكمالها ما حال
دون إعطائها مظهرا خارجيا لائقا، كما أن معظمها مبني بشكل جزئي فقط
مثلا التركيز على تجهيز طابق واحد فقط وترك الآخرين دون اكتمال وعرضة
للإهمال الذي يجعلها بؤرة سوداء، ما يجعل المدن مشوهة بالنظر إلى
هكذا مناظر وأحياء بأكملها تسودها بنايات توقفت أشغال البناء بها بالمنتصف
ولم تستكمل، إلى أخرى ظلت تكتسي حلة الآجر والأعمدة الشامخة والتي
تبرز من أغلبها القضبان الحديدية، وغيرها من القوائم الطويلة للبنايات
التي شوهت المدن وجعلتها نقطة سوداء لافتقاد البنايات للحس المعماري
والهندسي الذي يجعل المدن جميلة والأحياء راقية، إذ طالما يصطدم
الأشخاص بمناظر كهذه من بنايات متشعبة وأسوار فوضوية ومجموعة طوابق غير
مكتملة، لتصبح المدن بصورة مشوهة رغم أن ما يتطلبه الأمر هو القليل من
الدقة والتركيز على الوجه الخارجي للبنايات لتظهر بأكثر حيوية وجمال
خارجي وظاهري.
..وبنايات شاهقة تحجب نور الشمس عن البنايات الأخرى
يلجأ العديد من الأشخاص وأصحاب العقارات لبناء مبان طويلة
وعريضة دون الحاجة لذلك في غالب الأحيان، أي بمعنى مبان شاهقة دون
مراعاة المعايير والمقاييس المحددة لبناء منزل عائلي، بحيث يركز أغلبهم
على الارتفاعات الشاهقة ببنائهم لصروح تفتقد إلى ملامح منزل عادي لإيواء
الأشخاص، بحيث تتسبب هذه المباني في حجب نور الشمس على المباني
الأخرى المجاورة لها لطولها المبالغ فيه، ما يدخل الأطراف في
جدالات معمقة بسبب التصرفات وبسبب بعض المباني التي تغطي المباني
الأخرى وتحجب عنها الهواء النقي وأشعة الشمس وتجعل منها بؤرة سوداء لا
يرى ذووها النور ولا يستمتعون بالهواء العليل ودفء أشعة الشمس، وهو
ما يجر الأشخاص عادة إلى المحاكم بسبب بعض التجاوزات التي يقوم بها
أصحاب المنازل بإفراطهم في العلو وجعلها مبنى شاهقا قد لا يبدو أنه خصص
للسكن بل لأغراض أخرى، وتمتد التجاوزات إلى استغلال أصحاب البنايات كل
جزء من الأرضية التي يملكونها وغزوها بالإسمنت المسلح دون ترك مساحات أو
ثغرات للسكنات الأخرى لحصولها على بعض المجالات التي تمكنها من الحصول
على نور الشمس أو التهوئة التي يحتاجها أي منزل، فغالبا ما نلاحظ
بناية شاهقة بجانب بناية أخرى أقل ارتفاعا منها فارضة عليها التعتيم وتحجب
الشمس عنها بكل المظاهر، فلا سبيل لحصول هذه الأخيرة على بعض النور وعلى
الهواء العليل الذي يحتاجه الافراد في حياتهم اليومية، ليبقى الأمر
محل نزاع قضائي لدى أغلب العائلات بسبب التجاوزات وبسبب البنايات
الفوضوية التي لا تمت بصلة إلى العمران الراقي الذي تتطلبه الأحياء
الراقية والتي شيدت تحت شعار طاڤ على من طاڤ .
بوداود: أغلب بنايات الجزائريين مشيدة بطريقة فوضوية
وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه، أوضح بوداود عبد
الحميد، رئيس المجمع الجزائري لخبراء البناء والمهندسين المعماريين في
اتصال لـ السياسي ، بأنه توجد قوانين متعددة تحدد معايير البناء
ومقاييس العمران غير أنها غير مطبقة ومجسدة على أرض الواقع، بحيث
تطغى سياسة الكمية والاحتواء، دون التركيز على الطابع والشكل العمراني
الذي يحدد هوية المناطق وطابعها الخاص، إذ نشهد فوضى كبيرة في
البنايات وهنا يطرح السؤال، بحيث يوجد في الجزائر ما يقارب الـ12 ألف مهندس معماري يكفي لتقسيمهم 10 مهندسين لكل بلدية يقومون من خلالها بتنظيم العمران ودراسة معمقة حول الطابع ، وأشار المتحدث إلى أن هناك قانون 90/ 29 والذي صدر في سنة 1990 فيه المادة 73
تنص بأنه يستوجب توفر رخصة بناء التي يصادق عليها الوالي أو رئيس
البلدية وإن كانت لا تستوفي الشروط والمعايير اللازمين، فإن مخطط
البناء يلغى، غير أن هذا لا نلاحظه ولا يعمل به في وقتنا الحالي
مما وسع دائرة التشوه العمراني وزاد من الفوضوية في البنايات، وأضاف
المتحدث لتكون مدينة ذات طابع عمراني بكل المقاييس، يتوجب أن
يشرف على البناء مهندسون ومختصون في البناء، لتجنب الفوضى الحاصلة في
الطابع العمراني الذي نشاهده حاليا .
بوثلجة: أغلب البنايات لا تستوفي المعايير والمقاييس اللازمة
وفي ذات السياق، أضاف بوثلجة، رئيس بلدية سيدي موسى
في اتصال لـ السياسي ، بأن قانون التعمير واضح، بحيث يستلزم رخصة
بناء بحكم القوانين الصادرة، كما يستوجب عقود التعمير، فنحن نركز
على هذه الشروط، وبالنسبة للمباني، فأغلبها خارج المعايير إذ أن أغلبها
لا يستوفي المعايير والمقاييس اللازمة من علو وفوضى في المظهر ولا
توجد إجراءات معينة معمول بها إلا إذا كانت هذه البنايات غير مرخصة وليست
في أرضية خاصة بالمعني وتنتهك ممتلكات الدولة العمومية، أثناءها
ستكون هناك إجراءات قانونية صارمة .
|
|
|
|
|
|
عائشة القطعة |
|
|
|
|
|
التعليقات المنشورة تعبر عن رأي
أصحابها
|
|
|
|
كن أول المعلقين
|
|
