|
::: الزنـــزانـة رقـــم 4! ::: يوم :2018-01-04
|
|
الزنـــزانـة رقـــم 4! |
|
|
كثيرا ما كانت الحركة الصهيونية في العالم، تعتمد على
فكرة الهولوكوست التي اتخذتها مطية، من أجل تمرير مشروعها الغاصب
الذي نجحت فيه من خلال تأسيس ما يسمى بوطن مزعوم لليهود سنة 1948
في فلسطين، وتلجأ أيضا إلى الإعلام لتشويه صورة كل من لا يؤمن بهذه
الفكرة بتهمة معاداة السامية ، كطريقة لتمرير المشروع الصهيوني
لما بعد عملية الاستيطان، وهي محاولة أيضا لإبراز الكيان الغاصب بثوب
الضحية الملطخ بالجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، لكن لا أحد من
هؤلاء الإنسانيين في العالم تساءلوا عن الهلوكوست التي تحدث في
الزنزانة رقم (4) ضد الأطفال الفلسطينيين!.
لاشك أن التهم الجاهزة التي اتخذتها السلطات الصهيونية ضد القاصر الفلسطينية عهد التميمي صاحبة الـ16
ربيعا، مضحكة جدا، وتضع السلطات الصهيونية في موقف المضحك عليها
أمام العالم، لكن لا أعتقد أنها تهتم كثيرا لنظرة العالم الذي تجاوزته
و عفست على قوانينه وعلى الإنسانية جمعاء، ووضعت حقوق الإنسان التي
تتشدق بها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في سلة المهملات، ما دام
أنها تنفذ إستراتيجيتها المحكمة في تهويد القدس، وقتل القضية
الفلسطينية بشكل تام، في نفوس كل الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال،
بسياسة مقيتة تحاول إبرازها أمام العالم على أنها دولة ديمقراطية تحتكم
الى القضاء في محاكمة الأطفال، حيث تقوم بالزج بهم في زنزانات
والاعتداء عليهم بشكل متوحش، لكن لا أحد يسمع عن جرائمها ضد البراءة،
لأنها تحاول طمس هذه الحقائق من خلال آلتها الدعائية الصهيونية التي
يساندها فيها حتى بعض المسوخ العرب من الكتاب المؤجورين الذين باعوا
القضية قبل ان يبصموا على بيع أطفال فسطين ليس بالسكوت فقط، بل من خلال
تغليط الرأي العام، بمحاولة تشويه صورة الطفل الفلسطيني المقاوم.
نعم.. في الوقت الذي كان فيه على بعض الكتاب والمثقفين
الخليجيين خاصة، أن يخجلوا من أنفسهم ومن سياسات بلادهم الانبطاحية
أمام الكيان العبري الذي وقّع معهم اتفاقيات سرية وعلنية، خدمة
لمصالحهم وضد القضية الفلسطينية، راحوا يوجهون أقلامهم المأجورة
لمهاجمة تلك الفتاة الفلسطينية التي أثبتت أنها أشجع منهم في مواجهة
قوات مدججة بالأسلحة، في حين لم يتبق منهم سوى الجلوس وراء مكاتبهم
الفخمة وبأجسامهم الثخينة ليكتبوا ضدها وهم أجبن من النعامة في القيام
بأي شيء.
الملاحظ أيضا في تلك الصورة الكاريكاتورية في محاكمة عهد التي وجهت لها 12
تهمة كاملة، هي وجودها وسط قاض قادم من جورجيا، وشرطية من إثيوبيا
وأخرى من البهاماس، وحارس قادم من روسيا، وهؤلاء يشرفون على محاكمة
فتاة في أرضها بتهمة الاعتداء عليهم وعدم احترامهم!، هذه الصورة
المضحكة جدا ليس أقل ضحكا حد البكاء، من وجود من يدافع عن الكيان
الصهيوني من أشباه المثقفين والصحفيين العرب من دول الخليج.
الأمر لم يتوقف هنا، بل تعداه الى بعض المشايخ
المختصين في فتاوى الحيض والنفاس، والذين حاولوا تشويه صورة الفتاة
القاصر، لا لشيء سوى لأنها غير محجبة.. فتاة قاصر تجابه أعتى قوة
استعمارية وتدافع عن شرف بيتها وأمها وقريتها، النبي صالح في الضفة
الغربية المحتلة بيديها الناعمين، يغضب عليها أشباه المشايخ!.. أيعقل
أن تبلغ التفاهة بهم هذا المبلغ الذي لا يوصف؟، لكن يكفي أن
تكون هذه الفتاة في عصر الانبطاح وبيع الذمم، أشجع وأشرف منهم جميعا،
لأنها صاحبة قضية ومبدأ.
باسم التميمي، والد عهد ، يؤكد على أن محاكمة
ابنته مسرحية لإيهام العالم بأن إسرائيل دولة ديمقراطية وفيها قضاء ،
نعم هي مسرحية خطيرة جدا، يقوم بها الاحتلال أمام مسمع ومرآى
العالم، فوراء جدران سجونه، يقبع 400 طفل فلسطيني في وضع قاس ومزرٍ تتآكل نفوسهم الصغيرة وتكتوي أجسامهم الطرية كل يوم خاصة في تلك الغرفة رقم (4)
التي لا يذكرها الإعلام العالمي، في هذه الزنزانة، هناك
جلادون يقومون بتعذيب وترويع البراءة بكل الأساليب الوحشية، إنها
هولوكوست ضد أطفال فلسطين في عمر الزهور، لقتل قضيتهم في نفوسهم
الصغيرة والى الأبد، لكن الأدهى والأمر في كل هذا، أنه يوجد هناك
من المشايخ والأقلام المأجورة، الذين لم يكتفوا ببيع القضية، لكنهم
وجهوا فتاويهم وتفاهماتهم اللغوية الى أطفال يكتوون في زنزانات
الاحتلال!.
|
|
|
|
|
|
|
|
التعليقات المنشورة تعبر عن رأي
أصحابها
|
|
كن أول المعلقين
|
|