الحدث - حوارات - قضايا تحت المجهر

:الرئيسية: :جواريات: :إنشغالات و ردود: :الرياضة: :روبورتاج: :الشبكة: :زوايا: :حول العالم: :ايمانيات: :ثقافة: :ملفات: :علوم و صحة: :الأخيرة:

🔴🟢⬅ البرلمان الفرنسي يصادق على مقترح لائحة تدين مجازر 17 أكتوبر 1961 التي راح ضحيتها مئات الجزائريين

إجلاء 45 طفلا فـلسطينيا و6 جزائريين جرحى من مطار القاهرة سفير فلسطين يقدّر موقف رئيس الجمهورية شنقريحة: الجيش الوطني حريص على كسب الرهانات سلطة ضبط السمعي البصري تقرّر معاقبة 6 قنوات

طيور مهاجرة ::: ‮ ‬ظننت أن الغربة جنة الأرض لكن الواقع الذي‮ ‬عشته عكس ذلك‮ ‬ ::: يوم :2016-04-11

عثمان‮ ‬يفتح قلبه لـ السياسي‮ ‬ويروي‮ ‬قصته في‮ ‬الغربة‮ ‬

‮ ‬ظننت أن الغربة جنة الأرض لكن الواقع الذي‮ ‬عشته عكس ذلك‮ ‬

يبدو أن الكثير من الشباب‮ ‬يحلم بالعيش في‮ ‬الضفة الغربية ظنّا منهم أنها جنّة الله في‮ ‬الأرض،‮ ‬إلا أن الكثير‮ ‬يجهل المعاناة التي‮ ‬قد تواجههم خاصة في‮ ‬ظل العيش بعيدا عن الأهل والأقارب،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬واجهه الشاب عثمان المنحدر من وبلدية باب الوادي‮ ‬و عمره لا‮ ‬يتجاوز‮ ‬20‭ ‬سنة‮   ‬والذي‮ ‬قرر الهروب من مشاكله الاجتماعية بأي‮ ‬ثمن إلى اليونان،‮ ‬وللمعرفة أكثر عن التفاصيل التي‮ ‬عاشها عثمان في‮ ‬ديار الغربة تقربت‮ ‬السياسي‮ ‬منه ليروي‮ ‬قصة وتجربته التي‮ ‬عاشها بعيدا عن ارض الوطن ولسنوات طويلة‮. ‬


ظروفي‮ ‬الاجتماعية دفعتني‮ ‬لاختيار طريق الغربة‮ ‬


بدأت أفكار الغربة تراود‮ ‬عثمان.ت‮ ‬عندما اصطدم ببعض العراقيل والمشاكل الاجتماعية،‮ ‬اجتمعت في‮ ‬مخيلته العديد من الأفكار التي‮ ‬دفعته للتفكير في‮  ‬الهجرة من الوطن ولكن محفزه الرئيسي‮  ‬الذي‮ ‬بث فيه الأمل كان شباب حيه الذين سبق لهم أن هاجرو إلى ديار الغربة كما و إن بعضهم قد تمكن من تحقيق النجاح هناك‮  ‬حسبه،‮ ‬دون أن تكون هناك أهداف محدّدة ومعرفة ما‮ ‬ينتظره في‮ ‬واقع سمع عنه من أشخاص عايشت التجربة بنجاح‮ ‬،‮ ‬لتبقى أفكار عثمان بين الحقيقة والخيال في‮ ‬الهجرة ممزوجة بالأوهام أن المهجر فرصة العمر التي‮ ‬ستسعده وتنسيه الحياة التي‮ ‬كان‮ ‬يعيشها في‮ ‬البيت العائلي،‮ ‬فشاءت الأقدار إن‮  ‬تبدأ حياة عثمان في‮ ‬ديار الغربة وعمره لا‮ ‬يتجاوز الـ20‮ ‬سنة،‮ ‬فكانت أول أيامه في‮ ‬اليونان بعد معاناة طويلة في‮ ‬بيت أهله‮  ‬بسبب المشاكل الأسرية التي‮ ‬كان‮ ‬يعانيها‮. ‬فبعد رحلته التي‮ ‬بدأت من تركيا وصولا إلى اليونان‮ ‬،‮ ‬قرر عثمان البقاء في‮ ‬اليونان والعيش فيها لتحسين أوضاعه وحل مشاكله،‮ ‬إلا أن الواقع الذي‮ ‬كان‮ ‬غير ذلك وهذا لاصطدام عثمان بجملة من المشاكل،‮ ‬لتزيد‮  ‬بذلك معاناته وهو بعيد عن الأهل والأحبة في‮ ‬أرض الغربة وهو ما رواه عثمان لـ السياسي‮ .‬

هذا ما كان‮ ‬ينتظرني‮ ‬في‮ ‬جنة الله في‮ ‬الأرض‭ ‬

وبعيون باكية‮ ‬يسترسل محدثتنا كلامه‮ ‬لم تكن حياتي‮  ‬في‮ ‬ديار الغربة‮  ‬مثل ما كنت احلم‮  ‬بالرغم‮  ‬انني‮ ‬لم أكن وحيدا في‮ ‬الغربة‮  ‬فالأمر الذي‮ ‬ارقني‮  ‬فقد كان أهلي‮ ‬يعتقدون أنني‮ ‬في‮ ‬عطلة بالترك فعزمت على أن افعل ما بوسعي‮ ‬لتحقيق النجاح حتى لا تذهب تضحيتي‮ ‬أدراج الرياح‮  ‬خاصة بعدما تم توقيفي‮ ‬لعدم حيازتي‮ ‬على أوراق تثبت هويتي‮ ‬وهو ما زاد من تأزم وضعيتي،‮ ‬فقد تم زجنا في‮ ‬السجن مدة‮ ‬6‮ ‬أشهر مما بث فينا اليأس ولم‮ ‬يبقى بقلوبنا ذرة أمل،‮ ‬ومما زاد من معاناتي‮ ‬انقطاع أخباري‮ ‬عن أهلي‮ ‬فقد كان من المقرر ان أغيب شهرا ولكنهم لم‮ ‬يسمعوا خبرا عني‮ ‬منذ‮ ‬6‮ ‬أشهر ولا وسيلة لهم للتواصل معي‮. ‬وأول ما خطر ببالي‮ ‬بعد الخروج من السجن هو الاتصال بأهلي‮ ‬وطمأنتهم على حالي‮ ‬و لن اخفي‮ ‬عنكم فعند تحدثي‮ ‬مع أهلي‮ ‬انشق قلبي‮ ‬وجعلني‮ ‬أفكر بالعدول عن فكرة الهجرة والعودة إلى وطني‮ ‬بين أهلي‮ ‬وأحبابي،‭ ‬لم‮ ‬يكن هناك امامنا خيار اخر فقررنا الذهاب إلى ايطاليا لنجد عملا نقتات منه،‮ ‬ورغم رغبتي‮ ‬الشديدة في‮ ‬العودة إلى ارض الوطن‮  ‬لكن هذا لن‮ ‬يكون ممكنا إلا إذا تمكنت من تامين مبلغ‮ ‬من المال،‮ ‬فذهبنا إلى ايطاليا وهناك افترقنا فقد ذهب كل في‮ ‬سبيله بحثا عن العمل‭,‬‮ ‬فوجدت نفسي‮ ‬وحيدا بلا مكان للعيش،‮ ‬وانقطعت اتصالاتي‮ ‬عن عائلتي‮ ‬حتى ظن أهلي‮ ‬أنني‮ ‬سجنت من جديد،‮ ‬وفي‮ ‬ذات السياق‮ ‬يضيف عثمان‮: ‬مرت بضع سنوات وانا أعيش حياة التشرد بين شوارع وأزقة ايطاليا وصورة والدتي‮ ‬لا تفارق عيني،‮ ‬خاصة عندما أتذكر انه مرت سنوات عديدة ولم تسمع عني‮ ‬أي‮ ‬خبر،‮ ‬شعرت بالوحدة وآلام الغربة خاصة أنني‮ ‬لم أملك وثائق تثبت إقامتي‮ ‬في‮ ‬هذا البلد،و رغم كدي‮ ‬في‮ ‬العمل إلا انه بالكاد كنت أتقاضى ربع الأجر فعشت مهموما أفتقد للنوم من شدة الخوف والتفكير،‮ ‬فكان مصيري‮ ‬مجهول‮  ‬تحت قر الشتاء وحر الصيف مفترشا الكارطون والتجول من محطة نقل لأخرى لإيجاد مكان للنوم فيه بعيدا عن الشرطة خوفا من إن اسجن مجددا،‮ ‬تمكّنت من الاتصال بعائلتي‮ ‬وإخبارهم بأنني‮ ‬بخير،‮ ‬وبعد مسيرتي‮  ‬شاقة تمكنت من جمع بعض الاموال بهدف العودة الى ارض الوطن‮.‬ ‮

‬ معاناتي‮ ‬زادت ببعدي‮ ‬عن أهلي‮ ‬وأقاربي ‮
‬ زادت معاناة‮  ‬عثمان في‮ ‬ديار الغربة بعد المكوث وحيدا لازيد من‮ ‬5‮ ‬سنوات ليقول في‮ ‬هذا الصدد‮: ‬إن مازاد من معاناتي‮ ‬في‮ ‬الغربة هو فراقي‮ ‬عن أهلي‮ ‬وأحبتي،‮ ‬حقيقة كنت أتجاهل مرارة وقساوة الغربة خاصة في‮ ‬مثل حالتي‮ ‬حيث كنت أعاني‮ ‬البطالة وتزداد معاناتي‮ ‬كل ما اقتربت المناسبات والأفراح الدينية‮ ‬،‮ ‬لان لمختلف المناسبات بالجزائر طعم ورائحة وأجواء مميزة لا‮ ‬يمكن تعويضها في‮ ‬أي‮ ‬بلد‮ ‬،‮ ‬ليضيف انه كان‮ ‬يمضي‮ ‬أيام رمضان رفقة الجالية‮  ‬الجزائرية الموجودة بالغربة والتي‮ ‬تصنع أجواء مميزة هناك،‮ ‬حيث كانوا‮ ‬يتبادلون العزائم ويؤدون صلاة التراويح بأحد المساجد لكن رغم كل هذا،‮ ‬يبقى الحنين الى العائلة والأجواء الحميمية التي‮ ‬تتخللها الزيارات من طرف الأقارب التي‮ ‬تسود الوطن في‮ ‬مثل هذه المناسبات هي‮ ‬من أكثر الأشياء التي‮ ‬يفتقدها المغترب خارج الوطن‮.‬


تغيبت عن جنازة أمي‮ ‬بسبب عدم تسوية وضعيتي‮ ‬‭ ‬


فبعد انقطاع أخباري‮ ‬عن عائلتي،‮ ‬اتصلت لأطمئن عليهم،‮ ‬فاصطدمت بوفاة أمي‮ ‬التي‮ ‬لم أسمع بوفاتها إلا بعد شهور عديدة،‮ ‬فكان نبأ وفاة أمي‮ ‬الغالية التي‮ ‬سهرت الليالي‮ ‬وتعبت لأجلي‮ ‬لأصير رجلا بمثابة صاعقة خاصة وأنها توفيت دون أن ان أنظر الى وجهها وأطلب السماح والعفو منها‮ ‬،‮ ‬ليضيفعثمان بعيون باكية‮: ‬أنا خائف ان تكون والدتي‮ ‬قد توفيت وهي‮ ‬غير راضية عني‮ ‬وهو مما أثّر في‮ ‬نفسيتي‮ ‬أكثر وجعلني‮ ‬أقرر العودة‮  ‬إلى أرض الوطن‮ ‬،‮ ‬إلا ان عودة عثمان الى الجزائر بعد وفاة والدته لم تكن بالأمر السهل خاصة وانه اصطدم بلوم إخوته لأنه رحل دون ان تراه أمه التي‮ ‬توفيت بعد مرض طويل‮.‬


العودة إلى الوطن كان أفضل قرار اتخذته في‮ ‬حياتي‮ ‬


وبعد أكثر من‮ ‬10‮ ‬سنوات حققت مبتغاي‮ ‬وعدت إلى حضن الوطن وبعد إصرار وتحد،‮ ‬عزمت ان أعمل المستحيل لأعود وأستنشق هواء وطني،‮ ‬فكانت سنة‮ ‬2013‮ ‬سنة إشراق شمس وطني‮ ‬في‮ ‬وجهي‮ ‬بعد ان‮ ‬غبت عن وطني‮ ‬لسنوات طويلة‮  ‬فرجعت الى أرض الوطن وكان هذا اليوم‮ ‬يوم ميلاد جديد بعد تيتمي‮ ‬وأنا في‮ ‬ديار الغربة،‮ ‬فحنين الوطن عجل بعودتي‮ . ‬وأمام هذه العبارات القاسية والمؤلمة التي‮ ‬تلفظ بها عثمان وبعيون دامعة،‮ ‬يسترسل كلامه‮: ‬لقد حقّقت حلمي‮ ‬بعدما كنت أتخبط وعائلتي‮ ‬لسنين طويلة في‮ ‬مشاكل جمّة عكرت صفو حياتنا،‮ ‬وهذا في‮ ‬بلدي‮ ‬فبالعزيمة‮ ‬يتمكن الشخص من تحقيق أحلامه أينما كان فالنجاح لا‮ ‬يقتصر على الاغتراب وهذا ما تعلمته خلال تجربتي‮ ‬في‮ ‬بلاد الغربة‮. ‬

 

ريمة.ت

التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها

كن أول المعلقين

:

 الاسم

:

ايميل

:

التعليق 400 حرف


الرئيسية
اعلن معنا
اتصل بنا
الوطني
المجتمع
الرياضة
الشبكة
جواريات
انشغالات و ردود
ايمانيات
حول العالم
زوايا
روبورتاج
الثقافة
الاخيرة
طيور مهاجرة
قضايا تحت المجهر
مشوار نادي
مشوار بطل
شؤون دولية
عين على القدس
ملفات
الصحراء الغربية
حوارات
علوم
عالم الفيديو
مواقع مفيدة
جميع الحقوق محفوظة - السياسي 2021/2010