عقد مجلس الأمن الدولي أمس جلسة إحاطة مفتوحة
تعقبها مشاورات مغلقة حول تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
و خلال الاجتماع يقدم مبعوث الأمم المتحدة لعملية
السلام في الشرق الأوسط, تور وينيسلاند, تقريرا شفهيا عن تنفيذ القرار 2334 الصادر
في 23 ديسمبر 2016.
وكان مجلس الأمن قد ذكر في هذا القرار, أن
المستوطنات الصهيونية تشكل انتهاكا صارخا بموجب القانون الدولي وطالب
بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الصهيونية.
وبهذا السياق, سيؤكد وينسلاند والعديد من أعضاء
المجلس على أن المستوطنات تقوض إمكانية تحقيق حل الدولتين وتدعو الكيان الصهيوني
إلى وقف عمليات الإخلاء وهدم المباني الفلسطينية, حسب مصادر دبلوماسية.
كما سيعربون عن قلقهم إزاء الانتهاكات الجسيمة
التي يرتكبها الكيان الصهيوني في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وخلال اجتماع مجلس الامن في 25 أغسطس, انتقدت
الصين والمكسيك الانتهاكات التي يرتكبها الكيان الصهيوني واستخدامه المفرط للقوة
في حق الشعب الفلسطيني.
وأعربت إيرلندا عن قلقها إزاء ارتفاع عدد
الفلسطينيين الذين استشهدوا باستخدام الذخيرة الحية من قبل قوات الاحتلال, كما حثت
المملكة المتحدة الكيان الصهيوني على التحلي بضبط النفس .
من جهة اخرى, كان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد
أشتية قد أكد في وقت سابق أن الكيان الصهيوني خرق جميع بنود اتفاق أوسلو, الذي تمر
الذكرى ال29 لتوقيعه, سياسيا وجغرافيا وأمنيا واقتصاديا وماليا.
وأوضح أشتية, في كلمته -خلال اجتماع المانحين, في
مقر الأمم المتحدة في نيويورك الذي ترأسته النرويج بحضور ممثلين عن 30 دولة ومؤسسة
دولية- أن إستراتيجية الكيان الصهيوني مبنية على تدمير حل الدولتين من خلال البناء
الاستيطاني, وجدار الضم والتوسع, وحصار غزة, وعزل القدس وتفتيت الأرض.
+إحياء الذكرى
الـ22 لانتفاضة الأقصى
حلت أمس الذكرى الـ22 لاندلاع الانتفاضة الثانية
انتفاضة الأقصى , ويبقى الحال على نفسه, من اعتداءات خطيرة ينفذها الاحتلال
بحق المكان المقدس عبر عمليات تهويده التدريجية المتواصلة للمسجد وانتهاكاته بحق
الفلسطينيين الذين يواصلون التصدي والمقاومة بعزيمة أقوى لدحر الاحتلال.
وأحيا الفلسطينيون الذكرى, بتنظيم العديد من
الفعاليات في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة, وسط مواصلة الاحتلال تطبيق خطته
للسيطرة على المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا وانتهاكاته للمكان المقدس دون أي مراعاة
للمشاعر الدينية والإسلامية.
وتحل الذكرى التي ارتقى خلالها ما يقرب من 4500
شهيدا وأصيب أكثر من 50 ألفا, والشعب الفلسطيني كله صمود واستماتة من أجل الدفاع
عن أرضه ومقدساته.
كما تأتي في الوقت الذي تسود فيه القدس المحتلة
ومحيط المسجد الأقصى بالمدينة, انتشارا أمنيا مكثفا لشرطة الإحتلال التي وكما في
كل مرة, تتأهب لتنفيذ اعتداءاتها وقمعها لمسيرات الفلسطينيين في مثل هذه
المناسبات.
وشكلت زيارة زعيم المعارضة في حكومة الاحتلال
آنذاك, آرائيل شارون, إلى باحات المسجد الأقصى المبارك, مدعوما بحراسة مشددة لم
تشهدها القدس المحتلة من قبل, حيث رافقه نحو ثلاثة آلاف من شرطة الاحتلال والمخابرات
والحرس, الشرارة التي أطلقت الانتفاضة مع اندلاع مواجهات عنيفة بين الاحتلال ومئات
المواطنين الفلسطينيين, الذين هبوا لطرد شارون وقواته, قبل أن تمتد لكامل فلسطين
وتصبح في ساعات قليلة الانتفاضة الثانية .
وشهد يوم السبت الـ 30 سبتمبر, وهو اليوم الثالث
للأحداث, اضرابا شاملا وحدادا عاما, واتسعت رقعة المواجهات لتشمل كافة المدن
والقرى والمخيمات الفلسطينية, ما أسفر عن استشهاد و اصابة عدد كبير من الفلسطينيين
من بينهم الشهيد الطفل, محمد جمال الدرة, بعد أن حاصرته نيران جيش الاحتلال بين
يدي أبيه, وأمام كاميرات التلفاز, فهزت صورته ضمائر البشر في كل أرجاء المعمورة,
وصار بذلك رمزا للانتفاضة الفلسطينية في كل مكان.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني, فقد
استشهد 4500 فلسطينيا وأصيب عشرات الآلاف منذ مطلع عام 2000 وحتى نهاية 2004.
وخلال الأشهر التي اعقبت الانتفاضة, استخدمت قوات
الاحتلال كل أنواع الأسلحة, على الأرض وفي الجو, لدحر الانتفاضة دون نتيجة.
ولم تكن طائرات الأباتشي, القوة القصوى التي
استخدمها الكيان الصهيوني في محاولة لردع انتفاضة شعبية كان هو سببها, بل استخدم
طائرات الأف 16 في قصف منازل فلسطينية ومقرات رسمية.
|