|
|
روبورتاج
::: المراحيض العمومية بالعاصمة.. مرافق مهجورة دون استغلالها ::: يوم :2019-12-09
|
|
بعضها تحوّلت لمراقد المشردين وأخرى تعرضت للتخريب |
|
المراحيض العمومية بالعاصمة.. مرافق مهجورة دون استغلالها |
|
|
|
|
|
يتسائل العديد من مواطني بلديات الجزائر العاصمة حول
الأسباب التي تحول دون دخول المراحيض العمومية، التي قامت مصالح
المجالس الشعبية البلدية بتشييدها منذ عدة سنوات، على غرار تلك
المتواجدة على مستوى بلدية باب الواد، باش جراح، جسر قسنطينة، براقي
وغيرها حيز الاستغلال من طرف المواطنين إلى حد الساعة.
تطرح وضعية المراحيض العمومية، التي شيدت من طرف بعض
المجالس الشعبية البلدية، عديد التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء عدم
دخولها حيز الخدمة، على الرغم من مرور سنوات عديدة على تشييدها، لتبقى
مهجورة دون دخولها حيز الاستغلال، مما يجعلها عرضة للتخريب والاستغلال
من طرف المتشردين الذين يتخذونها ملجأ لهم في وقت لا يقف عليها حسيب
ولارقيب، حيث أكد العديد ممن تحدثت اليهم السياسي أن ذات المرافق
من شانها أن تخفف من حجم معاناة الأشخاص المرضى وكبار السن الذين يتكبدون
عناء كبيرا في رحلة البحث عن مراحيض من جهة، ومن جهة أخرى يمكن أن
تفتح مناصب شغل لبعض الشباب، الأمر الذي بات يستلزم التفات الجهات
المعنية الى هذا الوضع وتسويته في أقرب الآجال.
مرضى وكبار السن.. أول المتضررين
أبدى العديد من المرضى، خاصة المصابين منهم بداء
السكري، ضغط الدم، أمراض الكلى وكذا الأشخاص المسنين، عن بالغ
استيائهم من عدم دخول هذا المرفق حيز الخدمة، الأمر الذي من شأنه أن
يخفف عنهم المتاعب الصحية التي تواجههم كل يوم، مؤكدين أنهم كثيرا
ما يقضون وقتا طويلا في رحلة البحث عن مكان يقضون فيه حاجتهم، إلا
أن محاولاتهم كل مرة تبوء بالفشل مما يضطرهم إلى طلب اللجوء للمطاعم،
المحلات أو المدارس، مشيرين أن هذا التقصير بات يدفعهم بهم إلى المكوث
في منازلهم تجنبا لمواقف محرجة لذات السبب. وكذلك هو الحال بالنسبة
للمواطنين القادمين من خارج العاصمة الذين يواجهون نفس المصير، حيث لم
يترددوا في انتقاد المسؤولين عن هذا التقصير، موضحين ان هذا الأمر
بات على رأس ما يشغلهم عند
القدوم الى عاصمة البلاد، في وقت يحذر فيه الأطباء والمختصون من
الأمراض التي يمكن أن تنجر عن عمليات حبس الفضلات الإنسانية المتكررة
كأمراض الكلى والمسالك البولية.
المراحيض العمومية.. ميزانيات هامة تهدر
خلال حديث جمع السياسي بعديد المواطنين ممن التقت
بمحطات نقل المسافرين بالعاصمة، ينظر أغلبهم إلى هذه المشاريع على أنها
ميزانيات مالية مهدروة، فبعدما خصصت لاستكمالها وتجهيزها بكل ما يتطلب
لتكون في خدمة الموطنين، أغلبها لم تدخل حيز الخدمة بل باتت عرضة
للتخريب من طرف مجهولين.
مراحيض بمناطق سياحية خارج الخدمة
استغرب زوار كورنيش الكيتاني ببلدية باب الوادي
بالعاصمة، من غلق مصالح البلدية لهذا المرفق جد الضروري، الأمر
الذي من شأنه أن يعود بالضرر على السياحة المحلية ما بات ينعكس سلبا
على نظافة محيط البلدية المعروفة بكثرة زوارها، حيث يلجئ العديد من
الأطفال إلى قضاء حوائجهم في العراء، في مشهد اقل ما يوصف به أنه
لا يمت للتحضر بـأي صلة. وكذلك هو الحال لبلديات أخرى تعرف بنشاطها
التجاري، مثل بلدية باش جراح التي تستقطب أعدادا هائلة من الزوار
والذين كثيرا ما يواجهون هذا المشكل، حيث رد رئيس المجلس الشعبي
البلدي لباش جراح، جعفر ليمام، عن استفسارات مواطني البلدية،
موضحا السبب وراء عدم فتح ابواب المراحيض العمومية على مستوى محطة
الحافلات بحي باش جراح 2 راجع إلى عدم استكمال أشغال قنوات الصرف الصحي نظرا لصعوبة في عمليات الحفر وتوصيل الأنابيب في المنطقة.
الشباب في انتظار فتح مناصب شغل
في ذات الصدد، طرح العديد من الشباب من فئة ذوي
الاحتياجات الخاصة منهم انشغالهم حول أسباب بقاء هذا المرفق مجمدا،
والذي من شانه أن يفتح لهم أبواب رزق، وينتشلهم من دوامة البطالة
التي تفتك بهم، وترمي بهم في أحضان الآفات الاجتماعية، مما
يسمح لهم بإعالة انفسهم وعائلاتهم كذلك، باعتبار أن مثل هذه المناصب
يمكن ان تشغر من طرف أزيد من موظف وفقا لنظام التناوب.
مراحيض عمومية تتحول لمأوى للمشردين
لم تعد أسقف المراحيض العمومية مكانا يفك فيه المواطن
عسرته، فقد تحولت هذه الأخيرة الى أسقف يأتوي تحتها عدد كبير من
المتشردين الذين ضاقت بهم السبل لايجاد ملجأ آخر يحتمون فيهه
من قساوة الشارع، فما أن يسدل الليل ستائره العاتمة، يتسارع هؤلاء
إلى اقتحام هذه الأماكن، وهو ما لاحظته السياسي ببلدية باب
الواد، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول مسؤولية مصالح المجالس
الشعبية البلدية في تحول هذه الأماكن الى مراقد ليلية.
غلق أبواب المراحيض تسبب في تردي واقع البيئة
ومن أكثر المظاهر السلبية ترتبا عن غياب دورات المياه
العمومية، هو تردي الوضع البيئي وتدني مستوى النظافة في عدة
أحياء، الأمر الذي يستنكره سكانها بشدة، والذين أوضحوا أن كثير من
الدخلاء يلجؤون إلى قضاء حوائجهم بمداخل
العمارات والأماكن المعزولة عن الأنظار لقضاء حوائجهم، مما يترتب عنه
اعتبار العاصمة الجزائر من أكثر العواصم حفاظا على النظافة.
بلديات تفوّت فرصة لتحقيق المداخيل
ومن منظور آخر، يمكن ان يعتبر ذات المرفق واحدا من مصادر
الدخل التي تدعم ميزانية البلدية، حيث أنه من المعروف أن ثمن الدخول
اليها يتراوح بين 15 و20
دينارا، مما من شأنه أن يعوض المبالغ التي خصصت لتشييدها مع مرور
الزمن حيث يعتبر استشمارا رابحا، في وقت تشتكي فيه عديد بلديات
العاصمة من ضعف ميزانيتها والتي لا تفي لسد احتياجاتها وتجسيد
مشاريعها.
|
|
|
|
|
|
لامية. ب |
|
|
|
|
|
التعليقات المنشورة تعبر عن رأي
أصحابها
|
|
|
|
كن أول المعلقين
|
|
