|
المجتمع
::: الأحياء السكنية تحت حصار النفايات ::: يوم :2019-04-11
|
|
الأحياء السكنية تحت حصار النفايات |
|
|
تشهد مختلف شوارع العاصمة، على غرار بعض الولايات،
تراكما كبيرا للنفايات، وذلك بسبب عمال النظافة والذين عزفوا على أداء
مهامهم، ما جعل المدن والأحياء تتحول الى مكب للاوساخ. تعرف غالبية
الشوارع والمدن حالة رهيبة من النفايات المتراكمة، بحيث لا أثر لعمال
النظافة، أين لا تقوم هذه الفئة كما جرت العادة بالتجوال بشاحناتها لرفع
أكياس القمامات من الشوارع ومن أمام المنازل، بحيث تبقى هذه الأخيرة
بمكانها كما توضع به، وهو ما جعل الأحياء مشوهة وفي حالة كارثية، إذ
استغرب المواطنون من الأمر باعتبار أنه تمر أيام وأيام ولا ترفع هذه
القمامة من مكانها، متسببة في تضييق الخناق على السكان بتراكمها
وتكاثرها، ناهيك عن ما تسببه من روائح قذرة لا تحتمل وخاصة مع ارتفاع
درجات الحرارة، أين يزيد الوضع سوءا بانتشار الحشرات الضارة والروائح
الكريهة التي تمتد نحو الأحياء والمنازل، أين ضاق المواطنون ذرعا
من الأمر بمشاهدتهم للأوساخ والقاذورات منتشرة هنا وهنالك. ومن جهة
أخرى، فقد أصبح رفع القمامات بالنسبة لعمال النظافة عملا جد محدود،
ويقتصر على مناطق وأوقات محددة فحسب، حيث يتم رفع هذه الأخيرة مرة إلى
مرتين في الأسبوع وفي ساعات مبكرة من اليوم، وهو الأمر الذي لا
يعد كافيا بالنسبة للمواطنين، حيث يراه كثيرون وقتا زمنيا محدودا لا
يكفي ويجعل من النفايات تتراكم وتزيد حدتها، وخاصة مع ارتفاع درجات
الحرارة أين يصبح الوضع لا يطاق ببلوغ القمامات درجات من التعفن
والتخمر وتنبعث منها الروائح الكريهة، ناهيك عن نبش القطط للأكياس
وبعثرتها هنا وهنالك، مشوهة بذلك المحيط، وهو ما أثار سخط المواطنين.
ومن جهته، عبر المواطنون عن تساؤلاتهم حول عمال النظافة والشلل التام
الذي يضرب قطاعهم ويحول دون أداء مهامهم.
عمال النظافة بولاية سطيف يحتجون
هذا وقد نظم عمال النظافة لولاية سطيف وقفة احتجاجية أمام
مقر الولاية، وذلك نظير الأوضاع المزرية التي يعملون بها، بحيث عبروا
عن سخطهم الشديد من أوضاعهم الراهنة المفروضة عليهم وخاصة فيما يتعلق
بمستحقاتهم العالقة، وقد عبر هؤلاء عن استيائهم الشديد لما قوبلوا به من
طرف الجهات المعنية، أين وجهتهم المؤسسة التي يعملون بها والمسماة
إيكوسات نحو الولاية كونها المسئولة المباشرة عن المؤسسة. وعند توجه
العمال نحو الولاية وطلب مقابلة الوالي، لم يقابلهم وتهرب من مقابلتهم
والتحاور معهم، أين ضرب مطالبهم عرض الحائط ولم يتح الفرصة لهم للنقاش
والتحاور معهم وهو ما وسع من سخطهم. وقد أشار العمال في احتجاجاتهم
إلى التهميش والإقصاء الذي يعيشونه وفئة مهضومة الحقوق، وأضافوا بأن
الولاية عوض مقابلتهم والاستماع إلى مطالبهم وأخذها بعين الاعتبار،
قابلتهم بعنف وكلمات قاسية وموجعة، بحيث أشاروا أن الوالي قال عنهم
بأن مؤسستهم غير منتجة وليس لها أي حقوق عندنا. وأشار العمال في
احتجاجهم، بأنهم هم عصب الولاية وهو من يستيقظون والناس نيام لتنظيف
شوارع المدينة وتزيينها أمام الشعب والسلطات، كما أشاروا أنهم شرفوا
المدينة في عدة مناسبات بنيلها لقب أنظف مدينة أربع مرات على التوالي.
ومن جهته، عبر عمال النظافة لولاية سطيف عن حاجتهم الماسة لدعم الشعب
والتضامن معهم، كما أشاروا إلى ضرورة وصول صوتهم للوزارة المعنية لوضعها
في صورة المعاناة لعمال إيكوسات للنظافة بسطيف.
رفع حوالي 400 متر مكعب من النفايات الصلبة بتلمسان
ومن جهة اخرى، تم رفع 400 متر
مكعب من النفايات الصلبة تتمثل في حصى ونفايات منزلية وغيرها من طرف
بلدية تلمسان بحي باب زير الواقع بقلب المدينة القديمة. وظل هذا
الحي العتيق، الذي تم تدمير جزء من منازله إثر اعتداء إرهابي خلال
التسعينيات، بدون تهيئات وتحول مع مرور السنين بؤرة انحراف وأصبح كل
يوم جمعة فضاء تجاريا للباعة المناسبتيين. ويمكن أن يكون هذا الموقع
ملعب لكرة القدم وفضاء للترفيه لشباب وأطفال هذا الحي الذي لا يتوفر
لحد الساعة على مثل هذه المرافق، حسب سكان الحي. ويعتبر باب زير
من بين أقدم أحياء مدينة الزيانيين ويحتاج على غرار باقي أحياء
المدينة العتيقة لتلمسان التي تتربع على مساحة 60
هكتارا، وفق مسؤولين بالبلدية، إلى عملية كبيرة للترميم وإعادة
التهيئة والتحديث والتزيين من طرف قطاع الثقافة كون هذا الموقع يعتبر
موروثا مصنفا. وخلال سنة 2011، قامت وزارة
الثقافة بمناسبة تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية ببعض عمليات
للترميم التي من شأنها أن تؤدي الى إستحداث مسار سياحي وثقافي
وقرية للحرف التقليدية. يذكر أن المدينة العتيقة تتضمن عدة مواقع
تاريخية، لاسيما منها المساجد، التي تعود الى الحقبتين الزيانية
والعثمانية على غرار مسجد باب زير وسيدي جبار وسيدي اليدون وغيرها من
المساجد الصغيرة القديمة الاكثر انتشارا خلال العهدين المذكوريين. من
جهة أخرى، شرع بصفة تطوعية طلبة وطلبات من تلمسان وآخرون قدموا من بعض
الولايات وكذا طلبة أجانب يدرسون بجامعات جزائرية، في عملية تجديد
وتزيين درب سيدي اليدون مرورا بدرب نايجة الى غاية الطريق الرئيسي
المعروف محليا بإسم رأس البحر (واجهة البحر). ويطمح هؤلاء الشباب
الملتفين حول هذا المشروع الى المساهمة في الحفاظ على هذه الازقة والبيوت
الصغيرة التي تبقى شاهدة على تاريخ عاصمة الزيانيين. وقدم منسق هذا
الفوج محمد أمين سحنوني، وهو متخرج من الفنون الجميلة، شكره لكل سكان
الدروب والمحسنين وكافة السلطات التي تساهم ماليا في اقتناء الطلاء
والمواد الضرورية الأخرى لاستكمال مشاريعهم قبل شهر رمضان المبارك. ويشرف
على تأطير هذه المبادرة أيضا مختصون في الترميم وعلم الاثار، مثلما
أشير اليه.
|
|
|
عائشة القطعة |
|
|
|
|
التعليقات المنشورة تعبر عن رأي
أصحابها
|
|
كن أول المعلقين
|
|