الحدث - حوارات - قضايا تحت المجهر

:الرئيسية: :جواريات: :إنشغالات و ردود: :الرياضة: :روبورتاج: :الشبكة: :زوايا: :حول العالم: :ايمانيات: :ثقافة: :ملفات: :علوم و صحة: :الأخيرة:

هذه حصيلة أحدث عمليات الجيش الوطني 🇩🇿.. خمسة مشاريع وعروض على طاولة مجلس الحكومة منصة رقمية للحصول على رخص الاتصال بالمحبوسين الجزائر تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن

::: فـي فلسفـة التكعرير ! ::: يوم :2018-02-22

فـي فلسفـة التكعرير !

      يكفي أن تطلع على بعض التقارير التي تحدد منسوب العمل لدى الفرد الجزائري والتي تقول أنه لا يشتغل سوى ساعتين فقط في اليوم، حتى يتبادر إلى ذهنك ماذا يفعل إذن في الستة ساعات المتبقية التي من المفترض أنه يقضيها في العمل ؟    
      الأكيد أنه منشغل في التكعرير أو الكلام الفارغ حسب ما قاله ولد عباس في إحدى تجمعاته، لكن الذي لم ينتبه له الأمين العام للحزب العتيد انه فتح الباب على مصراعيه للاطلاع على مذهب فلسفي وسياسي واجتماعي قائم بحد ذاته مشابه تماما للمصطلح الشعبي الذي أطلقه، وهو المذهب الفوضوي للروسي مخائيل باكونين، الذي دافع فيه عن أحقية الوجود الفوضوي للمجتمع لتكون الفوضى هي المتحكمة في كل شيء خارج سيطرة الدولة والقانون !.      

    ومن خلال بعض المظاهر البائسة التي  تطبع يومياتنا كجزائريين، بدأت تتجسد ملامح مذهب فلسفي في البلاد، إذا أضفنا له بعض البهارات المعرفية الخاصة بهكذا مفاهيم ونظريات، ومن الممكن جدا أن نكون من السباقين في إبرازه للعالم كمذهب عن حالة التكعرير التي يعيشها المجتمع الجزائري على جميع المستويات .. فكيف نفسر مثلا تلك الخطابات الجوفاء التي يطلقها الساسة عندنا والتي لا يقولون فيها شيئا، في حين تغرق الجماهير المشترات بـ ساندوتش في التصفيق بحرارة كبيرة، رغم أنهم لم يفهموا شيئا !


      أي تكعرير هذا الذي يحدث؟ ..لما يرفض نائب في البرلمان، تدريس أبنائه مقوم من مقومات الهوية الوطنية، رغم أنه ممثل لمواطنين من مدينة أغلبية سكانها يحملون هذا المقوم ؟، كيف له أن يتحدى الدستور بهذا الشكل الفج وهو أب القوانين في أي دولة ؟.. كيف سمح هذا النائب لنفسه للتخلي عن دوره الحقيقي بإيجاد حلول لمشاكل المواطنين الذين أوصلوه إلى قبة البرلمان، وتهرب من المسؤولية الملقاة على عاتقه وألقى بهم في ملهاة فارغة من خلال العزف على وتر الفتنة !.         أما المبادرة الغريبة لحسناء العمال الداعية لاستحداث مجلس تأسيسي جديد، تجعل الإنسان يغرق في الضحك حد الدموع عما يحدث في الساحة السياسية، فهذه الخطوة ليست دالة على أي شيء سوى على حجم الهزال الذي أصاب الطبقة الحزبية عندنا وقمة التكعرير السياسي التي تشهده البلاد، فالمبادرة تقول : يجب عليكم أيها الجزائريون أن تعودوا إلى نقطة الصفر وتبدؤوا السباق من جديد ، أي بعد 60 سنة تقريبا من الاستقلال وبناء الدولة ؟        

  أليس هذا هو مفهوم التكعرير في حد ذاته الذي تحدث عنه ولد عباس، لما يتعسف الطبيب والأستاذ في استغلال حقهما و يعفسان على حقوق الاخرين  من المرضى والتلاميذ، ويدخلون في حركات احتجاجية تدوم شهورا كاملة دون الوصول لحلول عملية من قبل الوصاية التي يتملكها العجز غير المفهوم، تاركة المبادرة لمن لا علاقة لهم بالموضوع للتوسط بينهم وبين شركائها الاجتماعيين لحل المشاكل القائمة !    



  وسط كل هذه الفوضى الباكونينية يطل علينا مسؤول جزائري من الإمارات ليؤكد أن الدولة سترفع الدعم عن المواد الواسعة الاستهلاك نهاية العام المقبل، ليسحب كل كلامه مباشرة  بعد دخوله البلاد، ويفسر الأمر دائما على ان الصحافة حورت التصريحات أو لم تفهم مقصده، لذلك يحتار المواطن الجزائري أي من الكلام سيصدق الأول أم الثاني ؟







فلسفة التكعرير طالت أيضا ميدان الرياضة، فتحولت المبارات الى سلع مغرية يتقاذفها رؤساء الأندية بأموالهم، وتتقاتل الجماهير في المدرجات وفي بعض الأحيان تنزل لمساعدة اللاعبين في الاعتداءات على بعضهم البعض في الميدان!، ويحدث كل هذا ونحن نسوق لأنفسنا بكل فخر على أننا نملك بطولة منحرفة عفوا محترفة  !!        




  التكعرير أيضا زاد من موجة الحراقة الجزائريين نحو أوروبا في نظري، فمثلا عن ماذا سيتحدث شباب يقضون كل سنواتهم يعزفون لحن البطالة و متكئين على حطان المبكى يلنعون كل شيء في البلاد دون ان يقوموا بأي خطوة لاقتلاع أجسامهم الملتصقة بهذه الجدران؟، أكيد أن أول موضوع جدي سيناقشونه في احاديثهم هو الهروب والحرقة التي أصبحت موضة غير مضمونة العواقب خاصة مع الجثث الكثيرة التي يرميها البحر على الشواطئ مؤخرا.. وكمحاولة لإيجاد حلول سريعة وسهلة، حشرت وزارة الشؤون الدينية انفها في الموضوع وقالت على لسان المجلس الأعلى الاسلامي أن الحرقة حرام شرعا ، إلا ان رئيس هذه الهيئة الشرعية، غلام الله تبرأ من الفتوى وقال أن الحرقة ليست حرام ويجب الوقوف على المشاكل التي يعيشها الشباب ، وفي ظل إنغماس الجميع في هذه الجدلية العويصة ، يواصل شبابنا مغامراتهم القاتلة نحو أوروبا،غير أبهين لا بالفتوى ولا حتى بحياتهم !  

 
    بهذا الكلام الفارغ الذي ينتجه المواطن في يومياته، والتناقضات التي يدلي بها المسؤول في تصريحاته، والمبادرات التافهة التي تعلنها الأحزاب بشكل دوري، واعادة تدوير التفاهة كمنتوج وطني، تراوح البلاد مكانها في القاع منذ الاستقلال، وبالتالي وبمواصلة السير بهذه الفلسفة الفوضوية ، تستغل فيه المجتمعات الحية خاصية الزمن للسير نحو القمة وصناعة مجدها، في حين نستغلها نحن في الحفر أكثر في الحضيض في غياب مشروع مجتمع حقيقي يجيب عن السؤال الجوهري الجزائر الى أين بهذا التكعرير  !؟ .            

 

أحمد لعلاوي

التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها

كن أول المعلقين

:

 الاسم

:

ايميل

:

التعليق 400 حرف


الرئيسية
اعلن معنا
اتصل بنا
الوطني
المجتمع
الرياضة
الشبكة
جواريات
انشغالات و ردود
ايمانيات
حول العالم
زوايا
روبورتاج
الثقافة
الاخيرة
طيور مهاجرة
قضايا تحت المجهر
مشوار نادي
مشوار بطل
شؤون دولية
عين على القدس
ملفات
الصحراء الغربية
حوارات
علوم
عالم الفيديو
مواقع مفيدة
جميع الحقوق محفوظة - السياسي 2021/2010