|
روبورتاج
::: هذه قصة القصر المسكون الرايس حميدو ::: يوم :2016-05-02
|
فيما قررت ولاية الجزائر تحويله الى معلم تاريخي |
هذه قصة القصر المسكون الرايس حميدو |
|
|
- قصة الجن المشبوهة تحول القصر إلى وكر للمنحرفين
- ولايـة الـجـزائر تراهن على إحياء السياحة
تترآى للزائر إلى بلدية بولوغين بناية هشة تآكلت جدرانها
وتحطمت نوافذها وأبوابها، ولم يبق منها سوى هيكل يروي أسرار شخصيات
مرت من هنا، بناية تروي الصمود أمام وحشية الاستعمار، وأناس عذبوا
دون رحمة وإنسانية بدءا بحارس العاصمة أمير البحار الرايس حميدو
إلى روايات عائلات مشردة أوتها البناية، إنه قصر الرايس حميدو
او ما يعرف بـ الشاطو . هذا المعلم الأثري الذي طالته أيادي
التخريب ولفحات الكوارث الطبيعية، والذي يعاني من اهتراءات قد تطمس
آثاره في أي لحظة، وتعصف بالشكل الهندسي العجيب الذي شيد به،
خاصة بعدما وجد فيه عدد من المنحرفين الفرصة لممارسة مختلف أنواع الفساد
بعيدا عن أعين الناس، حيث أطلق عليه هؤلاء الشباب ممن يرتادوه العديد
من القصص والشائعات كشائعة أنه مسكون وأن لا أحد يستطيع الدخول إليه وذلك
لإخلاء المكان واحتكاره، هي قصص وخرافات، على حد تعبير الكثيرين ممن
التقت بهم السياسي خلال زيارة استطلاعية قادتنا الى هذا القصر
المهجور والذي سكنته الأرواح الشريرة، على حد تعبير البعض الآخر،
وهو ما زاد من فضولنا للدخول الى القصر والتأكد من هذه الأقاويل التي
تضاربت حولها آراء المواطنين.
قصص مختلفة تحكي عن وجود الجن بـ الشاطو !
كانت الساعة تشير الى العاشرة صباحا عندما توجهنا الى قصر
الرايس حميدو او كما يسميه أغلب المواطنين ببلدية بلوغين
بـ الشاطو ، فتوجهنا نحو بوابة القصر وفي ذهننا تلك الاساطير
والقصص التي تروي تواجد الارواح الشريرة بداخله وهو الأمر الذي جعل
هذا الأخير يعرف الإهمال من طرف المعنيين، على حد تعبير العديد من
المواطنين الذين التقت بهم السياسي بعين المكان وهو ما لم نجد له
تفسيرا مقنعا أثناء تحقيقنا حيث اكد البعض رؤيتهم للجن فيما نفى
آخرون ذلك، ليطلعنا أحد المواطنين من سكان الجوار بأن القصر مسكون
ومليء بالأشباح والأرواح الشريرة، ليضيف بأن الأشباح تظهر كل مساء مع
غروب الشمس، وقد أثار هذا الاعتقاد الذي لم يتأكد ذعر القاطنين
بجوار القصر، حسبما أطلعونا به، لتضيف نجاة في ذات الصدد بأنها طالما
شهدت تحركات غريبة على مستوى القصر، لتضيف المتحدثة بأن هذا القصر
طالما سبب لها الذعر لها ولأطفالها وكان مصدر خوف للقاطنين بالمنطقة ويضيف
أحد المواطنين في ذات السياق بأن القصر مأهول حقيقة بالجن ليؤكد كلامه
بأنه شاهد مطاردة في الليل من طرف الجن للعمال الذين جاءوا مؤخرا للعمل
على مستوى القصر، ويضيف ذات المتحدث بأن القصر مسكون ومليء بالجن وهو
السبب الذي حال بينه وعمليات الترميم، ويشاطره الرأي أحد الشبان
ليقول بأن العمال لم يصمدوا ولم يتمكنوا من بناء شيء بسبب الجن الذي
يسيطر على القصر، ليضيف بأنه يعرف شخصا أصابه مس من الجن بداخل
القصر، فيما أخبرتنا مجموعة شباب بأن الجن يظهر ليلا عند حلول
الظلام. وأثناء تواجدنا بعين المكان، لم يبدو الأمر كما حدثنا
به غالبية من التقينا بهم ولم نلتمس أثرا للجن او ما يؤكد حقيقة
ذلك حيث أن كل ما شاهدناه بعض العمال يؤدون مهامهم وحركة عادية حيث
لمحنا أشخاصا يحومون حول المكان ويتنقلون بكل أريحية وهو ما أطلعنا عليه
أحد الصيادين الذي أخبرنا بأنه يأتي بصفة دائمة للمكان ويمكث به
إلى غاية حلول الظلام ولم يسبق له أن شاهد أمرا غريبا أو حركة ما
ويشاطره الرأي صياد آخر ليضيف في السياق ذاته بأن المكان عادي كغيره
من الأماكن الأخرى وهو هادئ جدا ويبعث في النفس الطمأنينة ليضيف بأنه
يرتاد المكان منذ سنوات عديدة ولم يلمح شيئا غريبا عكس ما سمعه من
أحاديث الناس.
عمي سعيد: القصة مجرد أوهام لا أساس لها من الصحة
ومن بين الروايات التي سمعناها، تقول ابتسام إن
القصر مسكون وهذه حقيقة يعرفها الجميع، أرواح من عذبوا داخله لاتزال
تسكنه، أحيانا نسمع أصواتا غريبة تصدر منه، إضافة إلى أن جميع
المنازل القديمة والفارغة تسكنها الأرواح والجن، فما بالك بهذا المعلم
القديم! . بينما يخالفها الرأي عمي سعيد صاحب الـ73
سنة وهو أحد السكان القدامى للمنطقة، فينفي بقوله لا وجود لمثل
هذه الخرافات، لقد درسنا هنا، وسبحنا أسفل القصر ليلا نهارا، ولعبنا
داخله وجلسنا وسهرنا كثيرا أمامه، لكننا لم نر شيئا ولم نسمع شيئا، كل
ما يقال مجرد أوهام وأساطير لا أساس لها من الصحة .
قصة الجن تحول القصر إلى وكر للمنحرفين
وفي ظل تضارب الآراء وتخوف المواطنين من تلك الأساطير
التي تروي عن سكن الجن لقصر الرايس حميدو المعروف
بـ الشاطو ، وجد العديد من المنحرفين في ذلك فرصتهم ليتحول هذا
الأخير إلى وكر لهم لقضاء معظم الأوقات به حيث أن بعد هذا المكان عن
الأنظار وإطلالته على البحر وانعزاله عن الأحياء السكنية نسبيا ساعد
المنحرفين على السيطرة عليه وفرض منطقهم بتحويله إلى مأوى لهم، وهو
ما أطلعنا عليه نجيب، أحد القاطنين بالمنطقة، ليقول في هذا الصدد
بأن بعض الشباب الطائش سيطر على المكان واستحوذ عليه فيما سبق ليضيف بأنهم
هم المتسببون في ذعر المواطنين ليضيف المتحدث في السياق ذاته بأن هؤلاء
الشباب حولوا القصر بتصرفاتهم إلى
مكان مشبوه قبل أن تقوم السلطات بإحاطته بسياج ومباشرة الأشغال به،
ويضيف احد السكان بأن الأمور حاليا عادية وأن الفوضى التي روجت بشأن
أن القصر مسكون بالجن زالت مع مباشرة الأشغال مؤخرا، وقد أرجع أغلب
الأشخاص الذين التقينا بهم بأن قصة الجن ليست بالجديدة وهي مرتبطة
بكل مكان مهجور ليقول أحد المواطنين بأن كل مكان خال من السكان يعتبره
الناس مسكونا وأن الناس لتخوفهم يتوهمون ذلك، ويضيف مواطن آخر بأن
هؤلاء الشبان هم من افتعلوا قصة تواجد الجن وزرع الفكرة التي لا وجود لها
من الأساس وقاموا بترويع الأشخاص بتصرفاتهم وإيحاءاتهم بإشعالهم النيران
ليلا داخل القصر والرقص والعبث وإصدار الأصوات الصاخبة مما يوحي للسكان
بأن أرواحا تسكن القصر فعلا ليضيف المتحدث بأنه على دراية بالأمر وشاهد
مثل هذه التصرفات مرارا وتكرارا، ويضيف أحد الشباب بأنه طالما شاهد توافد
شباب غرباء للإقامة بالقصر وإثارة الشغب والفوضى ليضيف بأن هؤلاء لا
يظهرون إلا ليلا ويقومون بحركات غريبة تجعل المارة يعتقدون أنهم
أشباحا حقيقيين.
ولايـة الـجـزائر تراهن على إحياء السياحة وتحويل القصر إلى متحف
وبالرغم من كل هذا الخطر الذي يواجه قصر الرايس
حميدو والذي يروي قصة صموده في وجه العوامل الطبيعية
والإنسانية، تبقى العاصمة شاهدة على العديد من الحضارات الإنسانية التي
مرت عبرها، وهو الأمر الذي يتأكد للعيان من زيارة هذا المعلم الذي
تزخر به بلدية بولوغين، غير أنه وخلال السنوات الأخيرة بات عرضة للإهمال
وتحول إلى خراب وقبلة للمنحرفين، غير أنه ومع إطلاق مصالح ولاية الجزائر
لعمليات الترحيل، عمدت في ذات السياق إلى إيجاد حل لتلك القصور
العتيقة من خلال ترميمها وتحويلها لمتاحف كما هو الحال الذي وقفت عليه
السياسي خلال زياتها لقصر الرايس حميدو أين صادفتنا تلك
الاشغال لإعادة ترميم القصر وتحويله الى متحف، على حد تعبير العمال
الذين التقينا بهم خلال جولتنا.
عمال: (القصر اللغز) ليس مسكونا وهذا دليلنا
ونحن نجوب أرجاء القصر، شد انتباهنا تواجد عشرات العمال
بداخل القصر وعلى محيطه يقومون بأشغالهم بصفة عادية دون خوف أو ذعر وهو
ما يدل على أن الأمور عادية من خلال تصرفاتهم ما دفعنا إلى الولوج
داخل محيط القصر والسؤال عن حقيقة الأشباح التي يتحدث عنها غالبية
المواطنين من سكان وزوار للمكان حيث أطلعنا مراد، المشرف على
الورشة، بأنه استلم ورشة إعادة بناء القصر منذ فترة ويقيم بها رفقة
العمال، ليؤكد المتحدث من خلال قوله بأنه
لا أثر للجن أو تواجد للأشباح بمحيط القصر أو بداخله ليضيف بأنه يتجول
ليل نهار بداخله ولم يلحظ شيئا من هذا القبيل، ويشاطره الرأي
أحد العمال، ليضيف في ذات السياق بأنه ورفاقه يبيتون في القصر منذ
انطلاق الأشغال به منذ حوالي ثمانية أشهر ولم يلحظوا شيئا غريبا
بالمكان ويضيف آخر بشأن ما يدور حول الجن بأن مجموعة من الشباب الطائش
هم من ألفوا القصة وأبدعوا فيها بدافع التسلية والعبث بعقول الناس،
وفي ذات السياق، اكد ذات المتحدث ان السلطات الولائية لولاية
الجزائر واقفة على قدم وساق لتسيير الاشغال بأحسن حال لإعادة ترميم
وتهيئة القصر، وهو الأمر الذي لاحظناه بعين المكان والذي اكد العمال
انها تتجاوزالـ 8 أشهر، حسبما أطلعنا
عليه المسؤول عن الورشة ليضيف بأن القصر ليس مسكونا والمبيت فيه
طوال مدة الاشغال دليلنا وسيتحول إلى متحف وطني لاحقا ، فيما أطلعنا
آخرون بأنه سيكون معلما سياحيا وأثريا للتعريف بتاريخ القصر
|
|
|
عائشة القطعة |
|
|
|
|
التعليقات المنشورة تعبر عن رأي
أصحابها
|
|
كن أول المعلقين
|
|