|
وطني
::: هكذا ناضلت عائشة باركي لمحو الأمية بالجزائر ::: يوم :2020-06-02
|
ذكراها ستبقى خالدة بوسام عشير |
هكذا ناضلت عائشة باركي لمحو الأمية بالجزائر |
|
|
يبقى اسم الراحلة
عائشة باركي، التي قرر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون منحها وسام الاستحقاق
عشير خلال اجتماع مجلس الوزراء، خالدا في مسار محو الامية ومحاربة
الجهل حيث ساهمت هذه المعلمة من خلال جمعية اقرأ في محو أمية أكثر من 6.1
مليون شخص على مدى أكثر من ثلاثين عاما. وقد أمضت عائشة
باركي حياتها في محاربة الأمية، التي تعد أبشع ارث تركه الاستعمار الفرنسي في
اوساط المجتمع، خاصة لدى الشباب والعنصر النسوي.
فبنضالها
وعملها الدؤوب عملت هذه المرأة الاجتماعية التي لا تفارق الابتسامة محياها على غرس
حب التعلم لدى كافة الشرائح منها كبار السن، حيث ترأست لعقود جمعية
اقرأ الوطنية لمحو الامية. وبدأت عائشة باركي
وهي من مواليد 12 جويلية 1946 بعين بسام في ولاية البويرة، التعليم في فروع محو
الأمية في سن مبكرة والتدريس بشكل رسمي في مدارس العاصمة.
وكان التعليم
بالنسبة لهذه المرأة المثابرة من أهم القضايا العادلة التي ناضلت من أجلها حين
أتيحت لها الفرصة سنة 1963 لأن تكون من بين الفتيات اللواتي بدأن في التعليم بفروع
محو الأمية، كمستخلفة الى أن تحصلت على منصب عمل ثابت وبدأت التدريس بالحراش
الجزائر العاصمة. بعدها انتقلت إلى
مدرسة محمد إقبال، لتتدرج من معلمة الى مديرة بمدرسة الموحدين بالعاصمة وكلل هذا
المسار المميز بتقاعد مسبق بعد 32 سنة في مجال التعليم.
وقد بادرت
عائشة باركي في بداية التسعينيات من القرن الماضي، بتأسيس الجمعية الجزائرية
اقرأ لمحو الأمية التي اعتمدت يوم 29 ديسمبر 1990، وذلك في ظروف جد
صعبة كانت تمر بها الجزائر. ووتم الاعلان الرسمي عن ميلاد هذه الجمعية يوم 8 جوان
1991 المصادف لليوم العربي لمحو الأمية. وحددت الجمعية
اهداف لتحقيقها منها محاربة الامية في أوساط الشباب والرسوب المدرسي وغرس روح
التعلم لدى كافة فئات المجتمع. كما عملت الجمعية على انشاء مراكز محو الامية في كل
مناطق البلاد وتدعيم الفئات المعنية بمكافحة الامية بكل الوسائل الحديثة
والسهر على تدعيم التربية لدى كافة فئات المجتمع فضلا عن انشاء مراكز تعلم الحرف
والصناعات التقليدية للنساء الماكثات في البيت. واستفادت المرأة الريفية أساسا من
التعليم الذي توفره اقرأ ، خصوصا تلك المتواجدة بالمناطق المعزولة بالتراب
الوطني (الشاوية والنايلية والمزابية والتارقية... الخ) والتي ابعدتها الظروف
التاريخية عن حقها الاساسي في القراءة والكتابة.
ونجحت
الفقيدة باركي في هذه المهمة النبيلة في جلب أكبر عدد ممكن من المنخرطين في
مشروعها. وتشهد على ذلك العديد من الشهادات التي تلقتها الجمعية ورئيستها على غرار
الجائزة الدولية لمحو الامية لمنظمة اليونيسكو سنة 1997 وجائزة منظمة
اليسكو سنة 1998 وجائزة منظمة ايسيسكو سنة 2000. وفي سنة 1994، منح المجلس الدولي لتعليم الكبار جائزة روبي كيد
للفقيدة عائشة باركي وتولت منصب نائب رئيس المجلس، علما انها تحصلت كذلك على
صفة مراقب لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة سنة 1988 وكانت من بين مؤسسي
المجلس الاقتصادي والاجتماعي لإفريقيا سنة 2008. كما تعتبر جمعية اقرا
عضوا في العديد من المنظمات غير الحكومية العربية.
وعملت
الفقيدة كذلك على انشاء مراكز تعلم الحرف والصناعات التقليدية للنساء الماكثات في
البيت وتطوير الوسائط التكنولوجية في محاربة الامية وواصلت تحديها في محاربة
الأمية بشعارها حريتي في محو أميتي لعقود لتكلل جهودها بوضع
استراتيجية لمحو الأمية بالجزائر، مكنت من تخفيض نسبة الامية عام 2019 الى 7ر8
بالمائة مقابل نحو 85 بالمائة عند الاستقلال.
ومكنت هذه
الاستراتيجية الجزائر من الحصول على جائزة اليونيسكو لمحو الأمية لعام 2014 نظير
المجهودات المبذولة لرفع نسبة التمدرس من طرف جمعية اقرا . وكللت مجهودات ومساعي عائشة باركي بإصدار كتاب أمحو أميتي
بثقافة اللاعنف كمساهمة منها في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف التي تشرف
عليها وزارة التضامن الوطني وقضايا الأسرة تحت شعار من أجل مجتمع آمن . واصلت الفقيدة مجهوداتها في آخر مسارها النضالي والجمعوي بإطلاق مشروع
تعليم الأمازيغية للكبار في إطار محو الأمية عبر كل أرجاء البلاد. أصيبت الفقيدة عائشة باركي بمرض عضال ألزمها الفراش منذ يناير 2019 إلى
أن وافتها المنية يوم 28 ماي من نفس السنة. وتبقى مسيرتها المشرفة رصيدا شاهدا على
إخلاصها لوطنها وإسهاماتها في الحركة الجمعوية.
|
|
|
أحلام. س |
|
|
|
|
التعليقات المنشورة تعبر عن رأي
أصحابها
|
|
كن أول المعلقين
|
|